[size=18]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كلنا نقرأ القرآن، ولكننا لسنا سواء في قرآءته، فمنا من يقرأه ويفهمه ويبكي عند كل آية يقرؤها، ويتأثر قلبه به، وتسعد نفسه، وتأنس....
ومنا من يقرؤه قرآءة صماء لا يعرف ولا يفهم منه شيء وإنما يحرك شفتيه ولسانه بقرآءة القرآن؛ ليقنع نفسه بأنه يقرأ القرآن....
ومنا من هو بين ذلك....
كيف حالنا مع كتاب الله؟
لا أحد منا يستطيع تزكية نفسه، ولكن لابد بأن هناك ولو آية تستوقفك، وقد تذرف عندها دموعك....
ما هي هذه الآية؟، ولماذا تقف عندها؟
بالنسبة لي أنا فقد تمر بي أحيانا بعض الآيات، وكأني لأول مرة أقرأها في حياتي، ولا كأني مررت بها من قبل في قرآءتة ولا سمعتها، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا يدل على غفلة قلبي أحيانا عند القرآءة وتساهلي في فهم الآيات والبحث عن تفاسيرها، أستغفر الله وأتوب إليه، وأسأله تعالى أن يعينني على حفظ كتابه والعيش معه تدبرا وفهما.....
ولكني رغم تلك الغفلة دائما أتوقف في القرآءة عند هذه الآيات في سورة الأنبياء، والتي قال تعالى فيها:
{ إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون(101)لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون(102)لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون(103)}.
لا إلــــه إلا الــــلــــه!!!!
أي فوز هذا!
أي سعادة تلك!
في يوم الفزع والهلع والخوف والكرب الشديد، يأتي الملائكة ليطمئنوا هئؤلاء المؤمنين، نسأل الله أن نكون منهم....
هذه الآيات العظيمة تستوقفني فأعيد قرآءتها مرة، واثنتين، وثلاث، وقد تذرف دموعي عندها، حتى لا أتمنى شيء أبدا، غير أن أكون من هئولاء المذكورين في الآيات، جعلنا الله منهم.....آمين
وفي سورة آل عمران أتوقف كثيراً عندما أصل في القرآءة لهذه الآيات العظيمات:
{الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم(172)الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل(173)فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتّبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم(174)}.
يا الــــلــــه!!!!
أي فضل هذا، وأي رضوان فاز به هئولاء الصحابة؛ حتى امتدحهم الله في كتابه بهذه الآيات!!!!
وفي وقتنا هذا فإني كلما قرأت هذه الآيات من سورة آل عمران، جال بخاطري إخواننا في أرض الرباط، في أرض الصمود هناك، في غــــزة....
كما أحسبهم والله حسيبهم ولا أزكي على الله أحدا....
أسأل الله أن ينالوا الأجر، فهنيئا لغزة الطيبة وأهلها الصامدون.
هذا عني أنا، فماذا عنك يا قارئ مقالي هذا؟[/size]